الى من أرقه الهم

الى كل من ارقه الهم...


والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون

يجب أن لا نحمل أنفسنا فوق طاقتها ، ولنعلم أن أبواب الخير
والسعادة إن لم تفتح الآن فلا بد في يوم من الأيام أن تفتح على
مصراعيها .. فإن مع العسر يسرا .. إن مع العسر يسرا ..
فلا نقلق حتى يصيبنا الاكتئاب .. ولعلها ليال وأيام تمر ثم
يعوضنا الله على صبرنا وثباتنا خير الجزاء ..
ولنعلم أن هذه الابتلاءات سنة الله في أوليائه ومن يحبهم ،
فطريق الجنة ليست مفروشة بالزهور والورود ..
بل الجنة محفوفة بالمكاره والمنغصات ،
والأحزان ، والجنة غالية ، تحتاج منا إلى المجاهدة والمكابدة
والصبر والتحمل .. فهي دار الخلد والسعادة الأبدية ..
ولا داعي للهموم والغموم والأحزان ، فإن الله إذا أحب قوما
ابتلاهم ، وأن الدنيا بما فيها لا تستحق منا عبرة فهي إلى زوال
..

ويجب علينا أن ننظر إلى الحياة بمنظار التفاؤل والاستبشار ..
فالنصر حتما آت من عند الله .. كما يجب أن نكون أقوياء لاتهزنا
مثل هذه المواقف البسيطة ، وأن لا نكون فريسة لليأس والإحباط ..
فالحياة مليئة بالأحداث والمواقف المفرحة والمحزنة وكل الناس
يتجرعها ..
فلا بد أن نكون كالطود الشامخ الذي لا تهزه الأعاصير ، ولا
تجتاحه التيارات مهما كانت ....
ولنتذكر بأننا لسنا أول من يصاب .. بل إننا في خير عظيم ، ونعم
جليلة ... فنعمة الهداية ، ونعمة الأمن ، ونعمة العلم ، ونعمة
التمتع بالجوارح ، ولله الحمد والمنة ... جميعها نعم قد حرم منها
الكثير .. الكثير من الناس الذين هم حولنا ....

فنحن نملك كنوزا ثمينة ، ودررا نفيسة لم نشعر بقيمتها ، ولم
نعطيها حقها .. لذا أصبح الكثير منَّا أسير الحزن والهم والغم ..
والاستسلام للدموع ...؟!!!
والأولى من ذلك كله : لمـــاذا لا نحتسب ذلك عند ربنا ....؟!!!
وآخر كلمة أقولها : جربوا لذة البكاء بين يديَّ الله والشكوى
إليه من قسوة الأيام وقل :
ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين...
وستحصلون على الراحة بإذن الله ...
قال الله تعالى : إنما أشكو بثي وحزني إلى الله