القصة :-
كعادتها دخلت الكافيه المحبب لديها لتتناول قهوتــها قبل الذهاب للعمل , وقد اعتادت على الجلوس بجانب الشرفة في ركـن منزو لكي تشاهد حركة السيارات وتلمس حيوية الشارع, وتهيم في وجوه الناس التي يحمل الكثــــير منها الهموم وتعتل بعضها الابتسامة, وتتأمل حركة كل حبيبين يجمعهما الحــــــب يحتضن كل منهما يد الآخر المتوجة بدبلة تمثل ميثاق عهدهما معا لمدى الحياة , وبينما تحرك عينيها في كل ما يدور حولها وجــــدت عينا أخرى تراقبها وتنظر إليها ...... وإذا برجل يجلس على الطاولة المقابلة لها مستمر بالنظر إليها وموجهه لها , فعندمـــا أدركت أنها أبدت اهتمام بهذه النظرات أدارت عينيها للشرفة تاركة حواسها تراقب الموقف وإذا بها تتساءل هل ينظر لي حقا ؟ هل يراقبني بالفعل ؟ فأدارت بحركة لا إرادية رأسها مرة أخرى فوجدت الإيجاب في الرد على أسئلتها وان كانت غير متأكدة هــل ينظر لعينيها مباشرة أم لا ؟ وبعد أن شعرت بالذنب للمـــــرة الثانية وجدت العرق يتصبب من جبينها من هول البركان الثائر داخلها !! أحقا يـحدث هذا أم أنا في حلم ؟؟ , فإذا كان هذا علم فهذه ستــــعد نظرة الإعجاب الأولى في حياتها .. النظرة التي تراها في الأفــلام وتعتقد أنها وهم ولكن وهم لذيذ يشبع خيالها وأحلامها .. وهم نعم وهم .. وهم تخطاها منذ أمد بعيد بعدما انتظرته طويلا واخلف ميعاده .. وهم خصبت به أملها في أن تعيش قصة حب تتوج بالزواج وإنـــجاب الأطفال وتحقيق معنى الحياة الأسرية المليئــة بالمتاعب والمشقة والتي لا تخلو من الدفيء والحنان وأخذت تنتظر وتنتظر حتى انهار كل أمل لديها في قدومه وعــلق كل نفس تزفره أثناء التفكير في حدوثه , فها هي الآن في سن الثلاثين ولم يحدث أي شيء مما انتظرت أو أمـلت فهل من الممكن أن يعود هذا الأمل من جديد ؟ هل من الممكن أن يتحقق ما كانت تنتظره ؟؟ ولما لا ؟ فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة . فأدارت عينيها هذه المرة في ثقة متخطية أي حدود للخجل أو الاضطراب لتجــــــده مازال موجها اهتمامه لها ونظره إليها فنظرت في عينيه بثقة متأملاها بدقة ولكن ............... مهلا ... مهلا ... , عينيه موجهه إليها بالفعل ولكنه لا ينظر لعينيها مباشـــرة فنظرت خلفها رغم تأكدها من عدم وجود شيء هناك وبالفعل لم تجد !! , فذهب الاضطراب والتــــوتر الممزوج بالفرح وحل محله التعجب والدهشة التي قاطعتها دخول رجل جديد متوجها لرجلها الغامض وانحنى إليه واخبره بشيء ما فابتســـما معا ثم مد له يده وســاعده على النهوض موجها إياه , وبينما كانا يسيران تجاه الباب للانصراف جاء احــــد النادلين ليحدث هذا الشخص الجديد حاول رجلها السير بمفرده فاصطدم بأحد الكراسي فبادره الآخر بالمساعدة السريعة ممسكا بيده وهما في طريقهما للخروج حتى اختفيا .......... واختفى معهما الأمل من جديد وتولدت رغبة عارمة في عدم المجيء ولو لمرة أخرى إلى هذا المكان
[b][i][center]